وأما الفرنسيون -وهم الأعداء الألداء؛ ولا سيما في تلك المرحلة- فإنهم بقوا على دين الكاثوليك، وهم إلى اليوم كذلك، فدينهم الكاثوليكية تبعاً للبابا، ولكن عندما ظهرت الثورة الفرنسية أصبحت دعوتهم لا دينية، فهم ثاروا على البابا، لكن ثورة غير دينية، وثاروا على رجال الدين، ولكنها ثورة غير دينية، فبقي عندهم الدين في حدوده المعينة التي رسموها له، والتي لا يتدخل فيها في شئون الحياة، وأما في مجال الكنائس وما يتعلق بها فقد أعطوها الحرية، وبقيت على مذهب الكاثوليك، فهنا نشأ الصراع والتنافس الشديد في أوروبا بين هاتين الدولتين وبين غيرها من الدول فيما بعد، وارتبطت القومية بالدين أيضاً، وأصبح كل منهما يمثل شيئاً واحداً.